رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

تونس..حكاية استرداد وطن مختطَف منذ عشر سنوات

التنظيم الإرهابي والمال الحرام

1913

ما نشرته جريدة التايمز البريطانية الأسبوع قبل الماضي حول بنك قطر الدولي الإسلامي ودعمه للتنظيمات الإرهابية في تحقيق استقصائي للصحيفة أزاح الستار عن كيان اقتصادي استطاع تنظيم الإخوان الإرهابي إن يمرر من خلاله أكثر من 2 مليار دولار ما بين عمليات غسيل أموال وتبرعات جمعها من خلال جمعيات واتحادات وكيانات إرهابية أنشأتها جماعة الإخوان على مدي أكثر من خمسة عقود.

التحقيق الاستقصائى تعرض لأسماء أهم المساهمين فى البنك، كما كشف عددا من الكيانات التى فتح لها البنك أبوابه فى الوقت الذى جمدت أرصدت تلك الكيانات فى بنوك شهيرة داخل بريطانيا نظرا لوجود ملاحظات أمنية على حساباتها.
كما كان لجماعة الإخوان الإرهابية وشيخها يوسف القرضاوى نسبة من أسهم البنك، ويعد البنك الرئيسى لتحويلات التنظيم الدولى للأموال من أوروبا إلى مختلف دول العالم.

(1)

عام 1961 أسس تنظيم الأخوان أول كيان له فى الخارج هو المركز الإسلامى بجينيف، استطاع من خلاله جمع المزيد من الأموال ونشر الأفكار المغلوطة، وحرص التنظيم الإرهابى على أن يكون الكيان بداية تنطلق منها مجموعات اقتصادية وجمعيات فى ظاهرها الدعوة إلى الدين وفى باطنها نشر فكر الجماعة الإرهابية.
ليؤسس ما عرف بالتنظيم الدولى، وجعل له مجلس شورى، وكان بمثابة الذراع الاقتصادية للتنظيم الإرهابي، الذى سرعان ما بدء فى تكوين التنظيمات الطلابية فى الدول الغربية، سوء فى أوروبا أو الأمريكتين.
أسس التنظيم الإرهابى عام 1962 الاتحاد الإسلامى العالمى للمنظمات الطلابية، ثم اتحاد الأطباء المسلمين عام 1967، ثم اتحاد الأطباء والمهندسين المسلمين عام 1969، ثم اتحاد العلميين والاجتماعيين الإسلاميين عام 1972، وفى عام 1973 دشن الإخوان الوقف الخيرى الإسلامى فى أمريكا والجمعية الطبية الإسلامية ورابطة الشباب المسلم العربى والمعهد العالمى للفكر الإسلامى.
عقب مؤتمر ألمانيا الذى عقد عام 1984 بدأ تنظيم الإخوان الإرهابى إنشاء عدد ضخم من الكيانات الإخوانية فى أوروبا وأمريكا الشمالية وشرق آسيا.

زاد من حجم انتشار التنظيم من خلال الجمعيات والاتحادات، فى فرنسا وبلجيكا وسويسرا والنمسا وهولندا والنرويج وأسس ما عرف بـ «الرابطة الإسلامية فى بريطانيا».

(2)

بدأ تنظيم الإخوان الإرهابى عقب مؤتمر ألمانيا إطلاق عدد من المبادرات لجمع الأموال تحت ستار دعم المقاومة الفلسطينية، ومكافحة الفقر، وبناء المساجد، والمستشفيات الخيرية، والعيادات، ورعاية الطلاب والأيتام والأرامل.
تدفقت الأموال إلى خزانة تنظيم الإخوان الإرهابى، ليدفع بها إلى التنظيمات المسلحة، التى تدين بالولاء للتنظيم.
أواخر عام 1989 تأسس فى بريطانيا اتحاد المنظمات الإسلامية فى أوروبا (Federation of Islamic Organizations in Europe) ليضم 1000 جمعية فى 30 دولة أوروبية.

دخل التنظيم إلى أوروبا من خلال الجاليات المغربية.
تم إطلاق «مبادرة المسلم البريطانى» «B M I» عقب تأسيس الاتحاد، ثم المنظمة الإسلامية للإغاثة، والمجلس الأوروبى للإفتاء والبحوث.
كان الهدف من تلك الكيانات توفير أكبر قدر من التبرعات لدعم التنظيمات المسلحة المنتمية لتنظيم الإخوان الإرهابى.
فى أغسطس 2004 تم تأسيس ما عرف باسم «البنك الإسلامى البريطانى» الذى تحول بعد ذلك إلى «بنك الريان»، واتخذ مقرا له فى برمنجهام – لندن ، وكان له 14 فرعا.

تم تأسيس البنك من قبل مجموعة من رجال الأعمال أعضاء التنظيم الإرهابى للاستفادة من السوق المتنامية للخدمات المالية المتوافقة بحسب زعمهم مع الشريعة الإسلامية فى المملكة المتحدة. بدأت الدراسة للمشروع فى يوليو 2002 لتأكيد ما إذا كان هذا النوع من البنوك مطلوبًا وما إذا كان سيتم قبوله من قبل هيئة الخدمات المالية البريطانية أم لا.

تم الموافقة على تأسيس الكيان المصرفى الذى كان أحد روافد التنظيم الإرهابى فى نقل الأموال إلى أعضاء التنظيم فى مختلف الدول، كما كان أحد قنوات غسيل الأموال.

(3)

بدأ الاكتتاب للبنك عام 2003 وتم جمع 14 مليون جنيه إسترلينى معظمها جاء من رجال أعمال ومسئولين فى قطر وعدد من دول الخليج العربى.
كان رئيس الوزراء القطرى الأسبق (حمد بن جاسم) أحد أهم المساهمين، وبلغ رأس مال البنك فى 2005 أكثر من 40 مليون جنيه إسترلينى.
ظل المصرف الإسلامى البريطانى – IBB – يحمل نفس الاسم إلى أن تم تغييره والاستحواذ عليه من قبل مصرف «الريان»، وفى 8 يونيو 2011 استحوذ بنك «قطر الدولى الإسلامى» على بنك «الريان».

وأصبح لبنك قطر الدولى الإسلامى 70% من أسهم بنك الريان وحظى الصندوق السيادى القطرى بـ 30% من الأسهم.
من بين عملاء البنك البريطانى المملوك لقطر، توجد منظمة «تراست» الإسلامية، وهى بحسب «ذا تايمز»، جناح تابع لحركة تسعى إلى إحداث نظام سياسى واجتماعى متشدد فى أوروبا من خلال قلب بُنى المجتمع.

فضلًا عن ذلك، يمول البنك القطرى قناة «بيس» الفضائية التى يتولاها Zakir Naik متطرف هندى منع من دخول بريطانيا منذ عام 2010 وسبق له أن قال: «على المسلمين أن يتحولوا جميعا إلى إرهابيين» وأشاد بأسامة بن لادن.
تضم قائمة أصحاب الحسابات لدى البنك مؤسسة «إنتربال»، أو ما يعرف بالصندوق الفلسطينى للإغاثة والتنمية، والذى صنفته وزارة الخزانة الولايات المتحدة الأمريكية بالكيان الإرهابى منذ 2003 بسبب شبهة تمويل حركة حماس.

(4)

تلقى البنك من مؤسسة قطر الخيرية 44.9 مليون جنيه إسترلينى عقب استحواذ بنك قطر الدولى الإسلامى عليه.
وضمت حسابات البنك، حسابات لعناصر ومنظمات صنفت ككيانات إرهابية وداعمة للإرهاب أمثال أبو حمزة.
ولم يكن بنك الريان سابقا – بنك قطر الدولى الإسلامى حاليا سوى كيان لخروج الأموال ووصولها إلى التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيم الإخوان.

وقد ارتفعت أصول البنك خلال الفترة من 2014 إلى 2017 لتصل إلى مليار و800 مليون جنيه إسترلينى، معتمدًا على الرهن العقارى، ومصادر أخرى لم يكشف عنها.

وقد استطاع سلطان شودرى أوبى (انضم إلى جماعة الإخوان الإرهابية عام 2002 عندما سافر إلى السعودية لأداء فريضة الحج، التقى بعدد من قيادات التنظيم الإرهابى. كان فى ذلك الوقت ضمن العاملين بالشركة المسئولة عن التخطيط لإنشاء البنك الإسلامى البريطانى) عمل مديرا تنفيذيا للبنك حتى ابريل الماضى واستطاع أن يجعل من بنك الريان، أحد البنوك التى تستحوذ على نسبة كبيرة من تعاملات المسلمين فى بريطانيا.

وبحسب بيانات غير رسمية فإن حجم الأموال التى تحصل عليها التنظيمات الإرهابية (القاعدة، أنصار بيت المقدس، داعش، جند الله، بوكوحرام) من تنظيم الإخوان تبلغ سنويا 800 مليون دولار تستقطع من أموال التبرعات وأرباح المجموعات الاقتصادية التى يمتلكها أعضاء التنظيم ويقدمون 10% من أرباحها سنويًا للتنظيم.

أما حركة حماس والتى تعد الجناح العسكرى لتنظيم الإخوان فى فلسطين وحركة «حسم» الإرهابية فتحصل الأولى على دعم سنوى يبلغ 300 مليون دولار أما الأخيرة (حسم الإرهابية) فقد حصلت على 10 ملايين دولار خلال السنوات الخمس الأخيرة.
يتم الإنفاق منها على العمليات الإرهابية والإنفاق على أسر العناصر الإرهابية، والعناصر المشاركة فى عمليات الرصد والمراقبة، وتقديم المعلومات للعناصر الإرهابية.

كما يقوم التنظيم الإرهابى بكفالة أسر المحبوسين على ذمة قضايا إرهابية.