رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الشاشة بدون البهارات!

1271

لا يختلف اثنان على أن شاشة الدراما التليفزيونية الرمضانية بلا طعم هذا العام حيث يشعر المتابع لها بأنه ينقصها البهارات (الملح والفلفل) بعد غياب النجوم الكبار وبعد خلوها – لأول مرة – من مسلسلات جديدة للفنانين الكبار عادل إمام ويحيى الفخرانى ويسرا وليلى علوى، الذى اعتاد البيت المصرى على مشاهدة أعمال جديدة لهم خلال هذا الشهر الكريم.. والذين كانوا يعطون طعمًا ومذاقًا خاصًا للمسلسلات الرمضانية.

والغريب – أيضًا – أن المسلسلات الرمضانية قد خلت لأول مرة من المسلسلات الدينية والثقافية ذات القيمة على غير المعتاد (!!)

وفى الوقت الذى تحولت فيه الشاشة التليفزيونية خلال هذا الشهر الكريم إلى ساحة للنميمة والفضائح بين الفنانين من قصص الزواج والطلاق والخلع.. وهذا لا يصح ولا يصلح إذاعته لأن للبيوت أسرارها التى يجب احترامها.. فالزواج علاقة مقدسة ينبغى أن يحافظ طرفاها (الزوج والزوجة) على أسرارها ولا تتحول إلى مادة للتسلية والشهرة (!!).. فضلاً عن الهجمة المتوحشة للإعلانات التى خطفت الأنظار من سوق الدراما التى أصابت المشاهد «بالتوهان» وفقدان المتعة فى متابعة أى مسلسل أو أى برنامج والتى تحولت (الإعلانات) إلى عمل فنى أبطاله مطربون وفنانون ونجوم كما فى الإعلان الشهير للمطربة «أصالة» عن أحد المدن والمبالغة فى الأداء وكأنها فى مهمة قومية تتطلب حشد الناس (!!).. هذه الكثافة الإعلامية جعلت الكثيرين يهجرون الشاشة التليفزيونية.. وجعلت الكثيرين يقومون بمتابعة المسلسلات والبرامج على موقع «اليوتيوب» الذى يعرض بدون إعلانات ليستمتعوا بالعمل الدرامى والبرامج الرمضانية.. هذا لا يعنى أننا ضد الإعلانات ولكن مع تنظيمها وتقنينها بحيث لا تقطع المسلسل أو البرنامج لتكون قبله أو بعده ووفق مدة زمنية محددة لا تتجاوز الـ 10 دقائق.

والحقيقة لقد افتقدت الشاشة التليفزيونية للمسلسلات الرمضانية الأصيلة مثل «ليالى الحلمية» والتى استمرت على أجزاء لسنوات طويلة وكذلك «زينب والعرش» و«أبنائى الأعزاء.. شكرًا».. وغيرها من المسلسلات التى يذكرها البيت المصرى حتى يومنا هذا ويحفظ أسماء أبطالها.

لقد سيطرت لغة المال و«الفلوس» على كل شىء فى المسلسلات والبرامج الرمضانية الذى جاء على حساب التذوق والمتعة بعد أن أصبح الإعلان هو العمل المميز خلال هذا الشهر الكريم.. ورمضان كريم.

بهاء زيتون