رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

“جيكل وهايد”.. الإخوانية!

1170

فى كل مرة يأتى فيها ذكر لجماعة الإخوان.. تقفز إلى ذهنى على الفور رواية دكتور جيكل ومستر هايد!
الرواية لمن لا يعرفها أو يتذكرها رواية خيالية كتبها المؤلف الشهير روبرت لويس ستيفنسون فى عام 1941 وتحكى قصة طبيب (د. جيكل) يبتكر دواء يحوله لمجرم دميم فيعيش بشخصيتين.. شخصية الطبيب المرموق صاحب القلب الإنسانى وشخصية المجرم العنيد الذى يكره المجتمع ويحقد عليه وينتقم منه..
وتدور أحداث الرواية على هذا النسق حتى تتمكن الشرطة من قتل المجرم الدميم فيموت ويموت معه الطبيب المرموق صاحب القلب الطيب.
جماعة الإخوان تعيش بنفس المنطق.. تعيش بشخصيتين.. شخصية الجماعة الطيبة التى تدعو للدين وللقيم وشخصية الجماعة الشريرة التى تتنكر لكل مبادئها!
أقرب مثال لهذه الصورة هى علاقة الإخوان بتل أبيب وطبيعة ما يربطها من علاقات بإسرائيل.
جماعة الإخوان قبل الوصول إلى الحُكم كانت تحاول إقناع الرأى العام بأنها ستقوم على الفور منذ لحظة تسلمها مقاليد الحُكم بإعلان الحرب على إسرائيل ودعوة شبابها للزحف المقدس وتحرير المسجد الأقصى!
كانت مظاهرات الإخوان الغاضبة تنطلق عقب صلاة الجمعة فى كل مرة تتجاوز فيها إسرائيل فى حق الفلسطينيين فى الأراضى العربية المحتلة.. وكان الشعار الذى ترفعه مظاهرات الإخوان الغاضبة هو «على القدس رايحين شهداء بالملايين».
كان هذا الشعار الذى حاولت الجماعة تسويقه هو محاولة للإيحاء بأن إسرائيل ستكون نهايتها عندما يصل الإخوان إلى الحُكم.
فى نفس الوقت كانت الجماعة تسوق لفكرة أنها الوحيدة التى حاربت اليهود قبل ثورة يوليو 1952 وأن الإخوان هم الذين أذاقوا اليهود الأمرين خلال حرب 1948.. ووصل الإخوان إلى الحُكم لكن أحدًا من الجماعة لم يتحرك فى اتجاه القدس.. ولا خطوة واحدة.. ولم يسقط ملايين الشهداء ولا حتى شهيد واحد!
وكما كانت الشخصية الطيبة فى رواية د. جيكل ومستر هايد تختفى اختفت شخصية جماعة الإخوان التى كانت تدعو لحرب مقدسة ضد إسرائيل إلى شخصية أخرى تتعامل بكل الحب وبكل الود مع إسرائيل!

أظننا نذكر ما قاله القيادى الإخوانى عصام العريان عن عودة اليهود إلى مصر!
عصام العريان لم يكن مجرد قيادة إخوانية ولكنه كان مستشارًا للرئيس المعزول محمد مرسى فى عام 2013.
عصام العريان قام بدعوة اليهود المصريين للعودة إلى وطنهم مصر.. وعندما لاقت دعوته استهجانًا من مختلف طوائف الشعب المصرى قال إن هدفه هو عودة كل اليهود الموجودين فى إسرائيل إلى بلادهم الأصلية ومن ثم يتم تفريغ إسرائيل من سكانها الحاليين وتتاح الفرصة للفلسطينيين للعودة إلى ديارهم.
بغض النظر عن سذاجة التبرير لكن دعوة القيادى الإخوانى المشبوهة فتحت الباب لحديث فاسد عن تعويض اليهود عن الممتلكات التى تركوها وراءهم وسافروا إلى إسرائيل.
أظننا أيضا نذكر الخطاب الشهير الذى بعث به الرئيس الإخوانى المعزول مرسى لرئيس الوزراء الإسرائيلى والذى بدأه بعبارة «عزيزى شيمون».. والحقيقة أن هذه العبارة أثارت أيامها جدلاً واسعًا فقد صدرت من قيادة جماعة كانت تتوعد إسرائيل بحرب مقدسة لكن فجأة أصبح رئيس وزراء إسرائيل عزيزًا بالنسبة للقيادة الإخوانية التى تحكم مصر!
وقد لا يعرف كثيرون أن عددًا من قيادات الإخوان اجتمعوا بعدد من الشخصيات الإسرائيلية فى عام 2009.. وذلك خلال احتفال السفارة الأمريكية فى القاهرة بعيد الاستقلال.. وقد تم هذا اللقاء بترتيب من ريتشارد أرميتاج مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلارى كلينتون.. وكان الهدف الرئيسى من هذا اللقاء هو إسقاط نظام مبارك.
ثم هل ينسى أحد البيان الذى أعلنته قيادة الجماعة فى لندن فى عام 2017 أثناء اجتماع القمة العربية.. وهو البيان الذى اعترف فيه الإخوان بدولة إسرائيل؟
وليس سرًا بعد ذلك أن هناك شخصيات إعلامية إخوانية زارت إسرائيل عدة مرات وعقدت عدة لقاءات مع شخصيات إسرائيلية.
وكعادتهم يحاول الإخوان إنكار هذه العلاقات.. والتشهير بالنظام بسبب تطبيعه مع إسرائيل!

تشن قنوات الإخوان حملات دعائية مكثفة تتهم النظام المصرى بالتطبيع مع إسرائيل.
ونسمع قصصًا عن السماح للإسرائيليين بضرب أمن سيناء.. وكلها قصص ملفقة وغير صحيحة.. ببساطة لأن القوات المسلحة المصرية ليست فى حاجة إلى من يحارب الإرهاب نيابة عنها.. لكن الحرب ضد الإرهاب تحتاج أحيانًا لنوع من التنسيق نتيجة تلامس الحدود المصرية مع الحدود الإسرائيلية.
ثم إن أحدًا لا يستطيع أن ينكر أن هناك معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل.. وليس عيبًا ولا خطأ أن تحترم مصر معاهداتها واتفاقياتها.

دكتور جيكل ومستر هايد تحولت إلى رواية رمزية للتعبير عن ازدواجية الخير والشر فى النفس البشرية.
وليس هناك فارق كبير بين رمزية الرواية وحقيقة الإخوان!