«اللوف».. هذه القطعة الخشنة التى لا يستغنى عنها أى بيت مصرى، والتى لا تكتمل النظافة الشخصية إلا بها، كما يقول الأجداد أو الأكبر سنًا، حتى أصبحت عادة تتوارثها الأجيال، هل تساءلت يومًا عن كيفية زراعتها وصناعتها حتى تصل إليك فى شكلها النهائى.. هل تعرف أنها فى الأصل كانت زهرة صفراء تشبه الياسمين، وعند جمعها من على الأشجار تكون ثمرة عملاقة مغطاة بقشرة خضراء، وحتى تصل إليك لابد أن تكون مرت بمراحل تفتيح وتصنيع، حتى تكون فى يدك بالشكل المتعارف عليه، وبلونها الأصفر المميز؟
«أكتوبر» ترصد فى التحقيق التالى مراحل زراعة وصناعة اللوف منذ البداية، من خلال معايشة ميدانية لهذه التجربة، داخل قرية «النجارين» بمدينة مطوبس بمحافظة كفر الشيخ، أحد أيام موسم حصاد اللوف، نرى كيف يجمعه الفلاحون من على الأشجار، ثم تأتى مرحلة الغرز و «التعطين» فى المياه، وبعدها التقشير، والغسيل، ثم التجفيف، حتى يصل لمرحلة التصنيع.
كسائر المحاصيل الأخرى، تشتهر محافظات محددة بزراعة اللوف؛ وهى الشرقية، البحيرة، وكفر الشيخ، حيث إن طبيعة الأرض والمناخ فى تلك المحافظات تناسب زراعته، وعلى الرغم من أن محافظة الشرقية كانت السبّاقة فى تلك الزراعة، فإن كفر الشيخ أصبحت حاضرة بقوة، وكما يقول «عبد الحميد عمران» صاحب أحد مصانع اللوف فى قرية النجارين، ويعمل فى هذه المهنة منذ 40 عامًا، فإن تميز اللوف الذى يزرعونه جعل عليه إقبالًا من الأسواق الخارجية، مضيفًا تتميز اللوفة التى تتم زراعتها فى كفر الشيخ بكبر الحجم، بعكس اللوفة التى تتم زراعتها فى الشرقية أو قرية أبيس بالإسكندرية، حيث تكون قصيرة الحجم، وغير مناسبة للتصدير.
مؤكدًا هذه المحافظات الثلاث فقط هى التى تشتهر بصناعة «اللوف» حيث لا يمكن زراعته فى مناخ شديد الحرارة، ولذا عندما حاولنا أن نضع بذور اللوف فى أرض إحدى محافظات الصعيد على سبيل المثال، فإن شدة الحرارة تُميت النبتة، فزراعة اللوف تحتاج لمناخ معتدل ورطب، وهو ما يتوفر فى تلك المحافظات الثلاث».
https://www.youtube.com/watch?v=L1TX5QXWMJU&feature=youtu.be







