رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

وثيقة سلام أوروبية بين فلسطين وإسرائيل

319

سوسن أبو حسين

 

بعد الجدل الراهن بين واشنطن وتل أبيب حول الموافقة على إقامة دولة فلسطين بضمانات قوية للطرفين ورفض الجانب الإسرائيلى، خاصة رئيس الوزراء نتنياهو، الذى يرفض وقف إطلاق النار وإقامة دولة فلسطين والاكتفاء بحكم مدنى وتحت سيطرة أمنية أعلن الاتحاد الأوروبي عن وثيقة للسلام بين فلسطين وإسرائيل تقترب من طرح مبادرة السلام العربية، يتم مناقشتها خلال مؤتمر انعقد فى بروكسل وبحضور مسئول السياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزراء خارجية دول عربية ووزير الخارجية الإسرائيلي وأمين عام جامعة الدول العربية؛ لإجراء محادثات حول الحرب على قطاع غزة، فيما أوضح بوريل أن اللقاء ناقش التطورات فى المنطقة بشكل أوسع، والوضع الإنساني المتدهور فى قطاع غزة، والحاجة إلى منع امتداد الحرب إلى المنطقة وسبل المضي قدمًا، وكذلك تجديد الدعوة  لإطلاق سراح المحتجزين والتنفيذ الكامل لقرارات الأمم المتحدة.

وتتضمن خطة السلام المحتملة ومؤتمر السلام والحاجة إلى اتخاذ خطوات ملموسة لإحياء حل الدولتين، بما فى ذلك الدعم المستمر للسلطة الفلسطينية، معروف أن الاتحاد الأوروبى قدم خلال شهر ديسمبر الماضي مجموعة مقترحات؛ لتوجيه عمل الاتحاد الأوروبي، منها عدم التهجير القسري للسكان المدنيين فى غزة، وعدم احتلال إسرائيل للقطاع، إضافة إلى استمرار العمل ضد حماس، بما فى ذلك من خلال الإجراءات التقييدية، العمل على فرض إجراءات ضد المستوطنين المتطرفين فى الضفة الغربية المحتلة، أسوة بالولايات المتحدة الأمريكية، الاستخدام الفعال لمهمات سياسة الأمن والدفاع المشتركة للاتحاد الأوروبي على الأرض، لكن يبدو أن رئيس الوزراء الإسرائيلى الحالى لديه أكثر من خطاب للداخل والخارج وأقصى ما يوافق عليه دولة منزوعة السلام مع استمرار الحرب بطرق معينة وحل جزئى لإبرام صفقة لتبادل الأسرى المدنيين بسبب ضغوط ذويهم، خاصة أن العمليات العسكرية لم تنجح فى القضاء على حماس أو حتى الإفراج عن أسير واحد وبالتالى تتواصل الجهود الغربية الأمريكية؛ لتحقيق تقدم ملموس بشأن حل الدولتين، وتبقى مخاوف وهواجس لدى السلطة الفلسطينية بأن هذه المحاولات تصطدم بالمماطلة الإسرائيلية  ويكون الحديث عن إقامة دولة فلسطينية الآن قد يكون لعبة منافقة؛ لتضليل دول المنطقة والرأى العام وإشغالهم بشيء لن يحدث وأن تكون هذه المبادرات الغربية مجرد فتح مسار التطبيع مع المحيط العربي على حساب القضية الفلسطينية بحجة أنه فى نهاية المطاف ستكون هناك دولة فى الوقت، الذى يسعى رئيس وزراء الكيان إلى تحقيق أهداف معينة من بينها فصل مدينة القدس عن الضفة الغربية وفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية.

ولذا من المهم والمهم جدا أن تعلن الولايات المتحدة الأمريكية اعترافها بدولة فلسطين وأن تتوقف عن استخدام الفيتو فى مجلس الأمن والأمم المتحدة حتى تثبت صدق النوايا.