رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

المسافة صفر.. ومعركة تزييف الوعي

2366

ما قامت به الأسبوع الماضي وسائل إعلام الجماعة الإرهابية ليس بالجديد.. وليس الأول ولن يكون الأخير.. لأننا في معركة سبق وأن حذرنا من خطورتها.. إنها معركة «تزييف الوعي» خاصة أنها من أخطر المعارك وأكثرها قدرة على الفتك بالشعوب.
ولأن ما يتحقق على الأرض في سيناء يخالف السيناريوهات التي وضعوها لهذه البقعة المقدسة من أرض الوطن.. ولأنهم خططوا لها أن تكون أحد معسكرات تفريخ الجماعات الإرهابية.. إلا أن الجيش المصري حطم الحلم وأفسد المخطط، وطهر الأرض.
فكان لابد لقوى الشر من خطة محكمة لقلب الحقائق وتزييف الوعي والسيطرة على بعض العقول، ورسم سيناريوهات الزيف بدقة وإحكام.
ولكي تصبح الصورة أكثر وضوحًا لا بد من الإجابة عن عدة أسئلة.. تدور في أذهان البعض وهى :
ـ هل تلك المرة هى الأولى التي تطلق وسائل إعلام الجماعة الإرهابية مثل هذه المواد الدعائية المزيفة للواقع؟
ـ هل ستكون هذه الأفلام آخر الإصدارات أم أن هناك إصدارات أخرى؟

ـ هل الحرب على الإرهاب ستنتهى؟
ـ لماذا تم الحديث عن أبناء القبائل؟
ـ متى تعلن سيناء خالية من الإرهاب؟
ـ ما علاقة قناة الجزيرة القطرية بالعناصر الإرهابية؟
ليست المواد الإعلامية التى بثتها القناة القطرية مؤخرًا هى البداية.. ولكن البداية جاءت عقب ثورة 25 يناير وتحديدًا قبل احتفالات أكتوبر 2011 فقد بدأت الجماعة الإرهابية بمعاونة بعض مراكز الأبحاث التى تسيطر عليها بإصدار تقرير حاولت كذبًا من خلاله الحديث عن وجود انقسامات داخل الجيش المصرى وروجت لذلك، إلا أن الوقت أثبت زيفًا وكذبًا ما حاولت تصويره فى التقرير الذى كتب بالدوحة فى ذلك الوقت.
وأعدت بعض المراكز الحقوقية وجمعيات المجتمع المدنى المسيطر عليها من قبل الجماعة الإرهابية تقارير حقوق الإنسان والدراسات المزعومة لتصبح إحدى أدوات تزييف الوعى، بهدف الوصول إلى السلطة واستغلال حالة الفوضى الإعلامية التى سادت الشارع المصرى عقب ثورة يناير.
وواصلت الجماعة الإرهابية عملها بدعم أكثر قوة من الدوحة عندما أصدرت بعض الأفلام الوثائقية عن ثورة يناير وحاولت سرقة الثورة من صناعها الحقيقيين (الشباب) فأرَّخ قادة الجماعة الإرهابية لها من خلال سلسلة الحلقات الوثائقية «يوميات الثورة».
وعقب ثورة 30 يونيو 2013 جن جنون الجماعة الإرهابية بعد أن استطاع الشعب المصرى أن يزيح الجماعة عن حكم مصر، فى الوقت الذى كان قادتهم يتحدثون عن حكمهم للبلاد لمدة 500 عام.
وسقط حلم الإرهابية بإرادة المصريين وبحماية الجيش لإرادة شعبه.. هنا أدركت التنظيمات الإرهابية وقوى الشر أن حجر العثرة الأكبر أمام مشروعهم لتقسيم الدولة، هو الجيش الذى أقسم على أن يحافظ على أمن مصر وسلامتها حاميًا ومدافعًا عنها، فى البر والبحر والجو، داخل وخارج الجمهورية.

بدأت المعركة أكثر حدة بعد فشلهم (الجماعة الإرهابية) فى استغلال بعض الشعارات التى أطلقوها عقب أحداث محمد محمود وأحداث ماسبيرو للنيل من علاقة الشعب وجيشه.

بعد سقوط حكم الجماعة الإرهابية (الإخوان) بدأت عناصرها فى التحرك من أجل إحداث حالة من عدم الثقة بين الشعب والجيش ومحاولات زعزعة الأمن، فقامت مجموعات من عناصرها بتفجير عدد كبير من المحولات الكهربائية وأكشاك الكهرباء، لإثارة غضب الشعب وإحداث حالة من عدم الرضا عن الأوضاع المعيشية، إلا أن الشعب أدرك خطورة المخطط ووقف صلبًا مؤمنًا بوطنية جيشه وقادته وحرصهم على مقدرات الوطن.
فى 2014 ركزت الجماعة الإرهابية على إطلاق مجموعة من أبواقها الفضائية الشائعات لتزييف وعى المصريين، وذلك لتثبيت مؤيديها بعد أن شهدت الجماعة انقسامات فى الصفوف خاصة لدى شباب الجماعة الذين سرعان ما أعادتهم إلى القطيع.
وضعت الجماعة نصب عينيها هدفًا محددًا وهو «إسقاط الدولة المصرية» ورسمت له عدة محاور للوصول إلى الهدف.
أولًا: النيل من العلاقة التى تربط بين الجيش والشعب، لأن قوة تلك العلاقة هى التى تقف دائما بمثابة حجر عثرة أمام تنفيذ مخطط التقسيم.
ثانيًا: نشر وترويج مجموعة من الشائعات لتشويه صورة المؤسسة العسكرية المصرية.
ثالثًا: الاستمرار فى العمل على تزييف وعى المحيطين بعناصر الجماعة من العامة، من خلال تناقل معلومات غير صحيحة لإضعاف علاقتهم بالوطن.
رابعًا: العمل على نشر روح الإحباط وعدم الرضا عن أداء الحكومة من خلال الحديث عن المشكلات فقط دون النظر إلى ما تحقق من إنجازات منذ 2014 وحتى الآن.
خامسًا: اختيار المناسبات الدينية والوطنية للقيام بأعمال إرهابية بمعاونة العناصر المسلحة للجماعة بهدف تشويه الصورة وتغييب الفرحة عن المصريين، مثل:
– اغتيال النائب العام المستشار الشهيد هشام بركات يوم 29 يونيو 2015 عشية الاحتفال بثورة 30 يونيو.
– استشهاد 305 من المصلين بمسجد الروضة بشمال سيناء قبيل الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بأسبوع فى 24 نوفمبر 2017، وكذا عملية رفح الأولى والثانية.

واصلت الجماعة العمل فى معركة تزييف الوعى من خلال أدواتها التقنية العالية من استوديوهات وفرتها لها قناة «الجزيرة» القطرية، وعدد من الاستوديوهات فى تركيا ومجموعة من محترفى التزييف.
كانت الأفلام تعد، كلما شعرت الجماعة وقوى الشر المساندة لها بتزايد قوة الدولة والمصرية، فأطلقت فيلم «العساكر والتجنيد»، بعد أن استغاثت العناصر الإرهابية بدولة الرعاية والدعم (قطر) لإنقاذهم من جحيم المواجهة مع جنود الجيش، وما يواجهونه من تغير نوعى فى العمليات خلال مواجهتهم مع القوات المسلحة والشرطة حال قيام العناصر الإرهابية بمحاولة الاعتداء على أحد الارتكازات الأمنية أو الكمائن فى سيناء وما شاهدوه من قوة وعقيدة راسخة لدى المجندين خلال عمليات المواجهة وتبادل إطلاق النار. الأمر الذى دعا القناة إلى القيام بصناعة فيلم لمحاولة التأثير على الروح المعنوية للجنود وشباب التجنيد.

وفشلت محاولة القناة.. رغم أنها أنفقت أكثر من 190 ألف دولار لإعداد الفيلم، ما بين تكاليف كتابة سيناريو وتصوير ومونتاج وأجور ممثلين وغيرها فأطلقت الفيلم أواخر شهر نوفمبر 2016 وكانت تستهدف النيل من عزيمة الجنود ففوجئ عملاؤهم من العناصر الإرهابية، بأبطال من المجندين يمتلكون عقيدة لا تهتز.. راسخة رسوخ الجبال.. رجال لا يهابون الموت فى سبيل الله والوطن.. عقيدتهم حماية الوطن والدفاع عنه مهما كلفهم ذلك من تضحيات.
كان الفيلم محاولة للتغطية على ما حققه الجيش المصرى من انتصارات على جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية خلال عمليات حق الشهيد.
ورغم أن الجماعة الإرهابية والقناة جندت أعدادا ضخمة من الكتائب الالكترونية للترويج للفيلم لإحداث التأثير المطلوب إلا أنها فشلت فى الوصول إلى الهدف، وواصلت القناة استخدام أدواتها التى تكشف بين الحين والآخر علاقة الزواج السرى بينها وبين الجماعات الإرهابية.
فى النصف الأول من مايو 2017 أطلقت الجزيرة نسخة جديدة من أفلامها التى تزعم أنها وثائقية وهى ليست سوى تجميع لمقاطع مصورة حصلت عليها القناة من العناصر الإرهابية التى تمدها بأدوات التصوير وتقوم بعمل مونتاج لموادها الإعلامية باستوديوهاتها بالدوحة.
حاولت خلال ذلك الإصدار الذى كانت مدته 16 دقيقة و35 ثانية التقليل من حجم ما حققته القوات المسلحة والشرطة فى مواجهة العناصر التكفيرية.
لقد حاولت الجماعة ومعاونوها النيل من العلاقة التى تربط أبناء سيناء بالقوات المسلحة إلا أنها فشلت. كما حاولت بالفيلم التغطية على نجاح القوات المسلحة فى تطهير جبل الحلال من العناصر التكفيرية.

قوات انفاذ القانون اثناء العملية الشاملة “سيناء 2018”

حادثة اغتيال المستشار هشام بركات

ومع بدء العملية الشاملة سيناء 2018 بتكليف من القائد الأعلى للقوات المسلحة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى فبراير الماضى، حرصت الجماعة الإرهابية على مواصلة تزييف الوعى وواصلت عناصرها فى مختلف الأقطار العمل، فأطلقت «المعهد المصرى للدراسات» الذى يديره الإرهابى الإخوانى الهارب د. عمرو درّاج – فى تركيا – ما أسماه بالدراسة المترجمة والتى أعدها عادل رفيق، حول الجيش المصرى، نقلًا عما أسماه منظمة الشفافية الدولية، والتى أعدت تقريرها نقلا عن موقع الجزيرة نت، والـ BBC و«مدى مصر» ومركز كارينجى لدراسات الشرق الأوسط، والمعهد الجمهورى.
عندما تقوم بمراجعة مصادر التقرير الذى أصدرته المنظمة والتى تعمل كإحدى المنظمات الخيرية فى بريطانيا وتتخذ من لندن مقرا لها تجد أن كافة مصادر التقرير تنقل وجهة نظر الجماعة الإرهابية (الإخوان).
ولم يكن التقرير الذى يستهدف الإساءة للجيش المصرى هو النهاية ولكن كلما اقترب موعد إعلان الدولة المصرية الانتهاء من العملية الشاملة سيناء 2018 وعودتها متوضئة من دنس الإرهاب لتتواصل معركة التنمية على أرضها المقدسة.. كلما جن جنون قوى الشر ومعاونيهم من العناصر التكفيرية والقناة القطرية.
وحاولوا النيل من قوة العلاقة التى تربط بين الجيش المصرى وأبناء سيناء أو تشويه صورة النجاح الذى حققته قوات إنفاذ القانون فى سيناء من استقرار.
وبالتدقيق فى الفيلم الذى بثته القناة القطرية، مؤخرًا تحت عنوان «المسافة صفر» وإعلانها عن جزء ثان له يتبين لك حجم الزيف الذى تحاول القناة تصديره لعقول البعض، وترى كيف يتم إعداد الأفلام للعناصر التكفيرية، وهنا أتساءل.. لماذا لم تتواصل وسائل إعلام غير تلك القناة مع العناصر الإرهابية منذ بداية ظهور ما عرف بتنظيم القاعدة فى أفغانستان.. فهى القناة الوحيدة التى تنفرد دائمًا بالحديث مع العناصر الإرهابية.. وكأنهم يختفون ولا يظهرون إلا لمراسليها فقط.. وهو ما يدل على العلاقة الآثمة بين الجزيرة والعناصر الإرهابية.
وفى النهاية يظهر لنا جليًا حجم ما يتم من تخطيط وإنفاق فى معركة تزييف الوعى وقلب الحقائق من أجل تدمير الدولة المصرية.. وهو ما لن يحدث ما دام لمصر درع وسيف (الجيش المصرى) يحميها بعد الله عز وجل .
وقريبًا سنحتفل معا بسيناء خالية من الإرهاب، سنحتفل بإذن الله بمشروعات كبرى تفتتح على أرض الفيروز، وتنمية شاملة ينتقل معها أكثر من 3 ملايين مصرى إلى «قدس أقداس الوطن».