رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

طوفان الغضب يربك الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين

238

سوسن أبو حسين

 

لماذا يسمى المجتمع الدولى عملية طوفان الغضب الفلسطيني بالإرهاب وبماذا يسمى عدوان إسرائيل على شعب أعزل طيلة العقود الماضية واعتقال وهدم منازل وحصار، وهل هذا كله كان دفاع المحتل عن نفسه وأين هو المجتمع الدولي الذي صدعنا ليل نهار بحل الدولتين وإنهاء الاحتلال وأين هو عندما أعلنت الدول العربية بأهمية تصحيح مسار السلام وفق مبادرة السلام العربية  لكن إسرائيل ضربت بها عرض الحائط بل ورفضتها واستبدلتها بالتطبيع وظن العرب أن التطبيع مع إسرائيل محاولة لبناء الثقة وتحريك مسار السلام وإنهاء الاحتلال ولكن العجرفة الإسرائيلية تحاول طمس الهوية الفلسطينية حتى فى ظل وجود سلطة فلسطينية والسؤال: هل يوجد فى التاريخ الحديث والقديم سلطة لدولة تعمل تحت سلطة الاحتلال إلا فى فلسطين المحتلة، لذلك فإن طوفان الغضب له ما بعده من أعمال بطولية لتحرير الأرض العربية واستعادة العزة والكرامة بعد حالات قامت بها (تل أبيب) من هدم المنازل وسلب الأرض والحصار والتجويع وفى الحقيقة أن ما يحدث من ابتكارات وإبداع لنصرة المظالم يحتاج إلى توثيق للتاريخ حتى يكون عبرة ودروس مستفادة لمن تسول له نفسه احتلال أرض الغير أو العيش على جثث الآخرين، تحية لأبطال فلسطين وللنخوة العربية التى بادرت بإرسال المساعدة والتضامن مع أهلنا فى فلسطين المحتلة، وللحقيقة والتاريخ أقول للمجتمع الدولي الذي صدعنا باحترام حقوق الإنسان والحريات وحل الدولتين فى فلسطين أين أنتم الآن بعد تجاهل شعب مشرد ومحاصر من عقود، وبالأمس القريب تحدث العرب فى مقر الأمم المتحدة عن إحياء السلام وتجاهل الجميع صوت السلام وقاموا بدعم إسرائيل بأحدث تقنية فى السلاح العسكرى ولكن هذا التصرف تهور وثمنه غال، وأتصور أن دول الطوق العربية المحاطة بفلسطين وإسرائيل لن تقف بدور المتفرج وحتى ملايين المسلمين فى كل دول العالم المحبة للسلام، حتما سوف تتسع نطاق الحرب التي تحاول تل أبيب فرضها على العالم
ولا تعلم أنها ستكون كارثية على المنطقة والأغرب من ذلك موقف الولايات المتحدة الأمريكية التي أعلنت تحريك حاملة طائراتها إلى إسرائيل
أو بالقرب منها ويبدو أن حسابات واشنطن غير صائبة ولم تدرس الموقف وبدلا من السعي نحو تصحيح مسار السلام من خلال جمع الطرفين إلى حوار ومنه للاتفاق على توقيع سلام ولكن واشنطن تدعم إسرائيل بالسلاح ثم تتهم بعدها المقاومة الفلسطينية بالإرهاب والتي ردت على مواقف واشنطن بمنتهى الحكمة والثبات، إن السلاح الأمريكي لن يخيفها وعليها أن تدرك عواقب هذه الخطوة.