رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

أولى خطوات حل الأزمة السورية

1364

يسعى لبنان بالتنسيق مع نظام الأسد إلى إعادة آلاف اللاجئين الذين يريدون العودة إلى سورية. فيما دعا الرئيس اللبنانى ميشال عون وساسة آخرون اللاجئين للعودة إلى «مناطق آمنة» قبل التوصل إلى اتفاق سياسى لإنهاء الحرب السورية.
وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن لبنان يستضيف حوالى مليون لاجئ سورى مسجل أو ما يقرب من ربع سكان البلاد ، فروا من الحرب فى سوريا منذ العام 2011. لكن الحكومة اللبنانية تقدر عدد اللاجئين بأكثر من 1.5 مليون.
ومع استعادة القوات السورية المدعومة من إيران وروسيا للكثير من الأراضي، كثف بعض السياسيين اللبنانيين من مطالبهم بعودة اللاجئين خلافًا للرأى العام الدولى الذى يعتبر أن الوضع لا يزال غير آمن.
فيما اكتفت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشئون اللاجئين بأنها تتابع الأمر وعلى علم به ولكن لم تشارك فى تنظيم “هذه العودة أو غيرها فى هذه المرحلة بالنظر إلى الوضع الإنسانى والأمنى السائد فى سوريا”.
ويبدو أن موضوع عودة السوريين ضاغط فى لبنان فقط وسبق وأن أعلنت بأن وجود السوريين يشكل أزمة كبيرة فى لبنان ويخل بالتركيبة السكانية.
وإن كان هناك رأى لحكومة سعد الحريرى بأن لبنان يعارض العودة القسرية للاجئين.. لكن الجنرال عون يرى أن مناطق عدة فى سوريا أصبحت الآن آمنة، إلا أنه أضاف أنه يجب احترام مبدأ العودة الطوعية.
ومنذ أيام غادر بالفعل المئات من اللاجئين السوريين لبنان، فى طريقهم إلى منطقة القلمون، فى إطار عملية يتولاها الأمن العام بالتنسيق مع نظام بشار الأسد، وفق ما أفادت “الوكالة الوطنية للإعلام” ووكالة “فرانس برس”.
وتعد هذه الدفعة الرابعة التى تغادر لبنان منذ شهر أبريل الماضى على ضوء تكرار مسئولين لبنانيين مطالبتهم المجتمع الدولى بوجوب تأمين إعادة اللاجئين إلى سوريا.
ولكن يبقى هذا الوضع محفوف بالمخاطر وقد حذرت منظمات دولية فى وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم فى العام 2018، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أنها “لا تجبر أحدًا على العودة بل الأمر يتم طواعية”.
اتفاق روسى أمريكي
وعلى ما يبدو إن هناك اتفاقا روسيًا أمريكيًا بدأت نتائجه تلوح بالأفق من خلال الحلول التوافقية وتوسيع مناطق انخفاض التوتر الأمنى وقد أعلن مسئول بارز فى وزارة الدفاع الروسية أن بلاده اتفقت مع الولايات المتحدة على التعاون لضمان عودة اللاجئين إلى سوريا، وأشار إلى اقتراح روسيا وضع خطة مشتركة حول عودة اللاجئين السوريين إلى المناطق التى كانوا يقيمون فيها قبل تهجيرهم، خصوصا الذين فروا إلى الأردن ولبنان.
وفى اليوم اللاحق، أعلن المكتب الإعلامى لرئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريرى عن اجتماع عقده مستشار الحريرى للشئون الروسية جورج شعبان مع نائب وزير الخارجية الروسى ميخائيل بوغدانوف للاطلاع على الاقتراح الروسى بشأن تنظيم عودة النازحين.
ونقل شعبان إلى بوغدانوف أن الحريرى “يعوّل على هذه الخطوة، التى من شأنها أن تؤسس لمعالجة أزمة النازحين فى لبنان وتضع حدًا لمعاناتهم الإنسانية، وارتداداتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة على البلدان المضيفة وفى مقدمتها لبنان”.
وأعلن الأمين العام لميليشيا “حزب الله” حسن نصر الله، الذى تقاتل عناصره إلى جانب قوات النظام فى سوريا منذ العام 2013، أن حزبه يعد آلية لإعادة النازحين السوريين الموجودين فى لبنان، بالتنسيق مع السلطات اللبنانية ونظام الأسد.
ويبدو أن روسيا قد أصبحت اللاعب الأساسى فى سوريا بعد اتفاق هلسنكى حيث تحاول إقناع إسرائيل حاليًا للحفاظ على تواجد القوات الإيرانية فى سوريا على بعد 100 كيلو متر من خط وقف إطلاق النار فى مرتفعات الجولان.. كبداية للخروج الإيرانى المتدرج من سوريا.
ونقلت “هيئة البث” الإسرائيلية عن مصدر سياسى كبير عقب لقاء نتنياهو مع الوفد الروسي، قوله إن “إسرائيل تصر على الحفاظ على حرية عمل جيش الدفاع، وتطالب بإخراج جميع الأسلحة المتقدمة طويلة المدى عن سوريا”.
أما فيما يتعلق بالتعاون العسكرى مع روسيا، فقد أصبح من الواضح أن واشنطن ستبقى فى الساحة السورية عسكريًا ، على عكس رغبة ترامب الذى قال، فى إبريل 2018، إنه يريد سحب قواته من سوريا، وهو ما قوبل بمعارضة وانتقادات شديدة من جانب الأوساط العسكرية والسياسية فى واشنطن، على اعتبار أن سحب القوات الأمريكية سيهيئ المجال أمام إيران للتوسع فى سوريا.. ومن هنا، يمكن القول إن ترامب استجاب لـ “نصائح” مستشار الأمن القومى جون بولتون والمسئولين العسكريين فى هذا الصدد، والتى تستند إلى تقديرات عديدة ترى أن القوة الأمريكية فى سوريا، وقوامها الحالى 2200 عسكري، محدودة لكن بقاءها مهم.
ويبدو أن الأسابيع المقبلة سوف تشهد الكثير من التحرك فى الملف السورى.