رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الرئيس السيسي: مضاعفة جهود التحالف الوطني للعمل الأهلي في 2023

250

 

تامر عبدالفتاح

 

أتاحت الدولة فرصة ذهبية للمجتمع المدني فى مصر، من خلال دعم الجمعيات الأهلية ومفهوم العمل التشاركي، وهو ما نتج عنه تشكيل التحالف الوطني للعمل الأهلي والتنموي، الذي نجح فى استهداف الأماكن الأكثر استحقاقا بخدمات تنموية وصحية، ووصل تقريبا لنحو 30 مليون مواطن.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال فعاليات المؤتمر الأول للتحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي إن مؤسسات المجتمع المدني تحقق دورا لا تستطيع الحكومة أن تقوم به وحدها، فهناك نحو 50 ألف جمعية فى مصر والكثير منها تحت مظلة التحالف، ونريد أن تنضم باقي الكيانات إليه من أجل تقديم مساعدات أكبر للمجتمع على المستويات الاقتصادية والصحية وغيرها من المجالات، منوها إلى أن جهد التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي واضح فى هذا الإطار.

وأعرب الرئيس عن شكره للتحالف، قائلا: «أنتم نموذج يحتذى به لعدد كبير من المصريين الذين يعملون فى إطار المستفيدين من مبادرة التمكين الاقتصادي.. أشكركم بسبب النجاح الذي حققتموه لأنكم أصبحتم مثالا ونموذجا لمن يعملون من أجل تحقيق الأمل ليصبح أمرا واقعا يفرح الجميع ويسعدهم».

نتائج كبيرة

وقال الرئيس السيسي: إن انضمام المزيد من الكيانات الأخرى إلى التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي من شأنه أن يحقق نتائج كبيرة، فى إطار الدور المجمع والمحشود والمنسق والمسيطر عليه بشكل جيد سواء على المستوى الاقتصادي أو الصحي أو المستويات الأخرى التي يعمل فيها»، منوها إلى الجهد المنسق والواضح جدا، الذي قام به التحالف خلال عام 2022.

وتابع الرئيس: «إن مبلغ الـ 10 مليارات جنيه التي تحدثتم عنها هي عبارة عن أموال متبرعين، ونحن نحتاج لزيادة هذا المبلغ، وأكدنا أن عام 2022 هو عام المجتمع المدني لكن فى الحقيقة ظروف 2023 تحتاج إلى بذل المزيد من الجهد نظرا للأزمة المتواجدة وتداعياتها على العالم بأكمله وهي أزمة مستمرة ولها تأثير كبير، وبالتالي إذا كانت منظمات المجتمع المدني قد عملت بهمة وجهد كبير خلال 2022 فإننا بحاجة إلى مضاعفة هذا الجهد خلال 2023».

واستطرد الرئيس السيسي «إن التحالف أعلن عن تقديم مبلغ 14 مليار جنيه، وأدعو الجميع للمساهمة بصورة أكبر، وأدعو الحكومة وصندوق تحيا مصر وباقي الصناديق إلى المساهمة فى زيادة هذا المبلغ، ولا أريد أن أحدد رقما بعينه ليكون مفتوحا للزيادة من جانب المساهمين وحتى تبذل الحكومة جهدا معنا فى هذا الإطار».

تحديات كبيرة

ولفت الرئيس السيسي إلى أنه يتواصل بشكل مستمر مع الكثير من كيانات المجتمع المدني ويستمع منهم كثيرا حول موضوع التمكين الخاص بمسألة عمل جمعيات بين الأفراد لجمع الأموال والعمل بها وجميعها أفكار جميلة تناسب ظروف المجتمع.

ووجه السيسي حديثه للسيدة رضا إحدى المستفيدات من مبادرة التمكين الاقتصادي، قائلا «جميع الأفكار جميلة وتتناسب مع ظروف المجتمع، أنتم تتحركون وتشترون فدانا أو اثنين أوثلاثة أفدنة، والحاجة رضا تمثل نموذجا فى تولي إدارة مزرعة بمفردها.. السيدات المصريات جدعان.. كل سنة وأنتم بخير».

وقال الرئيس السيسي «إن الظرف صعب جدا، والناس تتحدث بكلام غير مرتب دون علم.. أنا أتحدث بصراحة من أجل المصريين، يا جماعة اسمعوا منا، لأننا ندرك حجم التحدي أكثر من غيرنا».

وأضاف الرئيس «أن البيانات والأرقام والحلول تكون مطروحة من الدولة، وبالتالي أي اجتهاد من الآخرين ليس مكروها ومرفوضا لكن من الممكن أن يحدث بلبلة، ويزعج المواطنين أكثر من الظروف التي تواجهها مصر والعالم، والتي تسببت فى ضغوط على الشعوب».

وتابع الرئيس السيسي: «فى حال تخويف الناس أكثر، ماذا ستكون النتيجة»، مؤكدا أن ذلك لن يكون فى مصلحة الجميع، والدولة والشعب لن يستطيعا الصمود أمام أي تحد.. متسائلا: «هل سنتخلى عن مصر إذا كانت الظروف صعبة؟».

واستطرد الرئيس متسائلا: هل نحن دخلنا فى حروب أو مغامرات ضيعنا فيها أموال مصر؟، مؤكدا أن العالم كله يشهد ظروفا صعبة، والأزمة الروسية- الأوكرانية والموقف الذي شهدناه خلال أزمة كورونا خلال سنتين لم تصنعهما مصر، لافتا إلى أن مصر تدفع ثمن هذه الأزمات مثل باقي دول العالم، مطالبا الجميع بالكف عن الحديث غير المجدي.

دعم الزراعة

وطالب الرئيس السيسي، التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي بإيلاء أهمية خاصة للزراعة فى المبادرات التي يطرحها لدعم المجتمع، مؤكدا أن المبادرات محل تقدير ولكن دعم الزراعة له أهمية خاصة.

وأشاد الرئيس بجهود المزارعين والنماذج التي استعرضت مشاريعها الزراعية خلال المؤتمر، مؤكدا أن تدريب المزارعين على الزراعة الحديثة سيساهم بشكل كبير فى زيادة المحاصيل وتوفير المياه والأسمدة، مشددا على استعداد الدولة لتقديم دعم وتعاون أكبر للمزارعين؛ لتوفير المياه وإخراج منتج جيد.

ووجه الرئيس السيسي بضرورة تعاون وزارتي الزراعة والري مع المزارعين والتحالف من أجل رفع إنتاجية قصب السكر وتقليل نسبة استهلاك المياه للمساحات المنزرعة قصبا والبالغة 350 ألف فدان فى صعيد مصر، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالمشروعات الصغيرة لا سيما أن المستفيدين منها من المزارعين الصغار وذلك بالتعاون بين المزارعين ووزارتي الري والزراعة.

وقال الرئيس السيسي « إن الزراعة الحديثة فى هذا المجال تساهم فى تقليل المياه بنسبة كبيرة وستزود إنتاجية المحاصيل بمعنى أن إتقان الزراعة بهذه الطرق سيوفر المياه وسيزيد الإنتاج».

وأضاف «أن زراعة الفدان الواحد بالطرق الحديثة يقلل استهلاكه بكمية المياه بنسبة 10% وهى نسبة كبيرة كما أنه يزيد معدلات الإنتاج بنسب تتراوح ما بين 20% و40% من الإنتاجية الحالية للفدان»، مشيرا إلى أن الطرق الحديثة لزراعة القمح يمكن أن ترفع إنتاجية الفدان الواحد من 13 إردبا إلى ما يتراوح ما بين

 18 إلى 22 أردبا.

وتابع الرئيس: «إن إنتاجية فدان قصب السكر كانت تنتج نحو 40 طنا والآن فى إطار (مبادرة ازرع)، أصبح الفدان ينتج ما بين 55 إلى 60 طنا فضلا عن استهلاك كمية مياه أقل، أي بزيادة فى الإنتاج بنحو 20% على نفس مساحة الأرض».

وطالب الرئيس السيسي المزارعين بالاستمرار فى الإنتاج وعدم تقليل المساحة المنزرعة حتى لو بنسبة صغيرة، مشيرا إلى أن الزراعة تعتبر عملا جماعيا وكل فدان يزرع هو مهم للدولة.

وقال الرئيس إن الدولة فى حاجة للتعاون مع التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي فى مجال الزراعة ومجالات أخرى، مشيرا إلى أنه خلال حديثه فى السابق عن رؤوس الماشية والحلم بتوفير مليون رأس ماشية متواجدة عند المربيين هناك من يقول إن هذا البرنامج يستغرق نحو 15 عاما ولكن بالتعاون والتضافر مع بعضنا البعض ستتقلص هذه المدة الزمنية.

وأعرب الرئيس السيسي، فى ختام مداخلته، عن شكره للتحالف وللنماذج المتحدثة المستفيدة من «مبادرة ازرع»، وعن سعادته بما تم تحقيقه وعن شكره لكافة مزارعي مصر.