رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الإرهاب والهجرة والأمن المائي .. مصر تحسم الملفات الإقليمية في «فيشجراد»

1298

تعمل الدولة المصرية على تنويع تحالفاتها ، والاحتفاظ بمسافة متساوية مع كافة القوى الدولية الكبرى، وخلق مصالح مشتركة مع العديد من القوى الدولية، من بينها تجمع دول «فيشجراد»، حيث شارك الرئيس عبدالفتاح السيسي في قمة مصر مع تجمع فيشجراد للمرة الثانية، لتوسيع دائرة المصالح والتعاون والتنسيق في الملفات الإقليمية والدولية الملحة مثل مكافحة الهجرة غير الشرعية ومواجهة الإرهاب والأمن المائي، بالإضافة إلى خلق مصالح استثمارية ومشروعات مشتركة مع دول التجمع، حيث قدم الرئيس السيسي صورة واضحة لمصر، التى تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة فى تاريخها الحديث، وتسعى إلى التقدم فى كل المجالات، من أجل توفير حياة كريمة لمواطنيها، برغم قلة الموارد والتحديات المتراكمة.

أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي الحاجة لمقاربة مختلفة للتعامل مع قضية الهجرة غير الشرعية، مشددا على أنه لا توجد معسكرات للاجئين فى مصر. وقال الرئيس السيسي – فى مؤتمر صحفي مشترك لزعماء قمة فيشجراد – إن مصر ترتبط بعلاقات صداقة تاريخية مع دول تجمع فيشجراد؛ معربا عن اعتزازه لما تشهده تلك العلاقات من تعاون وثيق فى مختلف المجالات، والمستوى الرفيع من التنسيق والتعاون على المستويين الثنائي والمتعدد الأطراف .

وقال الرئيس السيسي إن العالم واجه – فى العامين الماضيين – تحديات جمة على المستويات الاقتصادية والاجتماعية والصحية؛ نتيجة فيروس كورونا المستجد، مشيرا إلى أن استمرار الجائحة منذ قرابة العامين؛ أثبت أن البشرية مثلما تتشارك فى الأخوة الإنسانية؛ فإنها عرضة كذلك للتشارك فيما تواجهه من تحديات، مهما تفاوتت مستويات تقدمها؛ بما يفرض على المجتمع الدولي تضافر جهوده وتعزيز التعاون بين شتى الدول.

وأشار الرئيس السيسي إلى أنه فى ظل إدراك مصر بخطورة التباين فى مسارات التعافى الاقتصادي بين الدول؛ فقد حرصت مصر على السعى لتوطين صناعة اللقاحات ليس فقط لتلبية احتياجات مواطنيها، لكن أيضا للتصدير إلى القارة الإفريقية فى محاولة منها لرأب الفجوة بين الدول النامية والدول المتقدمة فى تلقي اللقاح، معربا عن تطلعه للتعاون مع دول التجمع لتحقيق هذا الهدف.

وقال الرئيس السيسي إن لقاء قمة تجمع (فيشجراد) تناول العديد من الموضوعات مثل الهجرة غير الشرعية والإرهاب، مثمنا مواقف «الصديق» رئيس الوزراء المجر فيكتور أوربان، والأصدقاء من بولندا وسلوفاكيا فيما يتعلق بدعم مصر.

وأضاف الرئيس السيسي: «لدي فرصة من خلال هذا المؤتمر ليسمعني أصدقائي الأوروبيون، أنا أتصور أن الهجرة غير الشرعية كعنوان؛ تعكس شكلا من أشكال حقوق الإنسان المفتقدة فى منطقتنا، لكن من منظور مختلف، ليس منظور التعبير عن الرأى، والمنافسة السياسية».

وتابع السيسي : «هناك حقوق أخرى كثيرة لم تتوافر بعد فى منطقتنا».. متسائلا: هل الدول الأوروبية مستعدة للمساهمة والمشاركة مع هذه الدول فى تحسين أوضاعها السياسية والاقتصادية والثقافية؛ حتى نصل إلى مقاربة مختلفة لفهم ما يخص حقوق الإنسان والذي يكون دائما موضوعا جدليا كبيرا؟».

وأوضح: «أتحدث عن مصر على سبيل المثال والدول الأوروبية، فأنا لا أرفض مناقشة هذا الموضوع، لكن مناقشته من أى مقاربة، هل من مقاربة توفير (حياة كريمة) لمائة مليون مصري، وهل أنتم – كأصدقاء أوروبيين ودول مهتمة بحقوق الإنسان – على استعداد لتوفير ذلك لنا، وخلق فرص لحدوث توأمة مع جامعاتكم الأوروبية المتقدمة؛ حتى نقدم شكلا جيدا من التعليم؛ يناسب متطلبات العصر، وهل أنتم مستعدون لنقل نوع من الصناعة فى بلادكم لبلادنا وتوطينها؛ لتوفير فرص عمل لأكثر من 65% من شعبنا من الشباب؟.

وأكد الرئيس السيسي أنه لم يخرج مركب واحد للهجرة غير الشرعية فى مصر، لافتا إلى أن الهجرة التي جاءت إلى مصر كانت من الدول الإفريقية التي تعرضت إلى مشاكل وصل عددهم – حتى الآن – إلى 6 ملايين مواطن ومواطنة من إفريقيا ودول أخرى، عانت من عدم الاستقرار.

وقال السيسي إن «مصر رفضت – من منظور حقوق الإنسان – أن تسمح بالمزايدة بهذه الفئة، والتي نسميهم فى مصر (ضيوفا) وليس (لاجئين)، فنحن لا نمتلك معسكرات للاجئين فى مصر، بل إنهم يعيشون بيننا مثل ما يعيش باقي المصريين، يتعلمون فى مدارسنا، ويتلقون العلاج فى مستشفياتنا، كما أننا وفرنا لهم اللقاح المضاد لفيروس كورونا على الرغم من قلة إمكانياتنا مقارنة بالدول الأوروبية المتقدمة».

وأعرب الرئيس السيسي عن شكره على إهداء مصر 250 ألف لقاح مضاد لفيروس كورونا.

ووجه الرئيس السيسي حديثه إلى جميع الدول الصديقة، قائلا: إن مصر دولة تسعى – بإصرار وعزيمة – من أجل التقدم والتحضر فى مختلف المجالات، منوها بأن الجهد الذي بذل فى مصر – خلال السبع سنوات الماضية – خير دليل على ذلك، لتوفير حياة كريمة.

وتابع: أطلقنا فى مصر مبادرة (حياة كريمة)، التي تستهدف تحسين حياة 60 مليون إنسان فى الريف المصري، ووضعنا 700 مليار جنيه مصري فى ثلاث سنوات؛ لتغيير حياة الناس فى مختلف المجالات على غرار التعليم والصحة والصرف الصحي ومحطات المعالجة والطرق ومياه الرى وكل شيء، مضيفا «أنكم تتعاملون مع دولة تحترم نفسها وتحترم شعبها بشكل كامل».

وقال الرئيس السيسي إن تفهم «أصدقائنا» فى تجمع (فيشجراد) لما يحدث فى مصر مهم، لكنه غير كاف؛ حيث يجب على «أصدقائنا الأوروبيين» أن يتفهموا أيضا ما يحدث فى مصر، مشددا على أننا كقيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه، ولسنا بحاجة لأحد أن يقول لنا إن معايير حقوق الإنسان عندكم فيها تجاوز.

وأضاف أنا مسئول عن حياة 100 مليون مواطن، والحفاظ عليهم؛ وهذا أمر ليس باليسير، أنتم تتحدثون وفي الوقت ذاته يوجد فى المجر 10 ملايين نسمة، وبولندا 40 مليونا، وجمهورية التشيك 10 ملايين.

اتفاق قانوني ملزم

وخلال مؤتمر صحفي مشترك عقده الرئيس السيسي مع نظيره المجري يانوش أدير، بالعاصمة المجرية بودابست، قال الرئيس إن موقف مصر ثابت بشأن ضرورة التوصل لاتفاق قانوني وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة، مشددًا على أن مصر لا ترغب إلا فى الحفاظ على حصتها من مياه نهر النيل.

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي إنه مع تقديراتنا الطيبة لكل التصريحات التي يذكرها أشقاؤنا فى إثيوبيا بأنهم لن يحاولوا التأثير على وصول المياه لمصر وهذا كلام رائع، إلا أنه من الضروري التوصل إلى اتفاق قانوني وملزم بشأن ملء وتشغيل سد النهضة.

وأضاف الرئيس السيسي، نريد فقط الحصول على حصتنا من المياه دون تأثير، ولذلك ننفذ برامج ضخمة سواء لمعالجة المياه أو لتحلية مياه البحر تصل تكلفتها إلى ما يقارب 80 مليار دولار، مشيرًا إلى أن نهر النيل يعد المصدر الرئيسي للمياه فى مصر التي تعد من الدول التي تعاني ندرة شديدة فى المياه.

وتابع الرئيس السيسي: حضارة مصر على مدى آلاف السنين لم تقم إلا على ضفاف نهر النيل، مشيرًا إلى أننا ندخل حاليًا فى مرحلة الفقر المائي، وهو أقل من 500 متر مكعب من المياه للفرد فى العام، مشددًا على أننا لا نريد أن تكون المياه سببًا للصراع أو المشاكل أو الصدام، بل نريد أن تكون مصدرًا للتنمية والتعاون فيما بيننا.

وأبدى الرئيس السيسي، إعجابه الشديد بما تحقق فى المجر من قدرات علمية وتكنولوجية فى إعادة استخدام المياه وأيضًا فى التكنولوجيا الخاصة باستنباط السلالات التي تستطيع أن تتحمل الجفاف وتتحمل ملوحة المياه أيضًا.