رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الشواطئ والمقاهي والأفراح تنذر بكارثة «الاستهتار» يسابق كورونا قبل الموجة الرابعة!

1367

من جديد، بدأت التحذيرات من اقتراب الموجة الرابعة لفيروس كورونا «كوفيد-19» لمصر بعد أن ضربت العديد من دول العالم، ولكن الخطر هذه المرة أن التحذيرات تأتي وسط غياب كبير للإجراءات الاحترازية بين المصريين رغم وجود الآلاف من الإصابات والوفيات في العديد من دول العالم، التى تشهد الموجة الرابعة حاليا ومن المتوقع قدومها خلال خمسة أسابيع تقريبا.

كتبت : رجاء ناجي

فى ظل تحورات الفيروس، التى أرهقت العالم رغم التوسع فى اللقاحات، ومع التزاحم  الشديد على الشواطئ وإقامة الأفراح وعدم تطبيق الإجراءات الاحترازية، أطلقت وزيرة الصحة د.هالة زايد تحذيرات من هذا التراخى وضرورة إعادة النظر فيما يحدث والالتزام بالإجراءات الاحترازية قبل قدوم الموجة الرابعة لمصر ووجود متحورات كورونا الأكثر سرعة فى الانتشار مع التأكيد على سرعة التسجيل لأخذ اللقاحات حتى تمر هذه الموجة كما مرت الموجة الثالثة بأقل خسائر.

ويشهد العديد من دول العالم حاليا بداية الموجة الرابعة لفيروس كورونا وتسجل بصورة يومية ارتفاعا فى أعداد المصابين والوفيات وسط تحذيرات من وقوع إصابات بين الأطفال، خاصة بعد حالات التراخى والاستهتار والتقارب الاجتماعى التى شهدها العالم كله مؤخرا..

ومصر ليست ببعيدة عما يحدث حولها، بعد أن اجتازت الموجة الثالثة خلال الأسابيع الفائتة، ومرت تلك المرحلة بسلام، إلا أن المتابع لما يحدث يرى أننا وخلال الموجات الثلاث السابقة، ندخل كل موجة جديدة بعد انتشارها فى عدد من الدول فى فترات تصل إلى نحو شهرين أو أكثر قليلا، كما أن المصريين نسوا أو تناسوا أن «كوفيد – 19» لم ينته بعد، وأن حالات التزاحم الشديدة فى الشواطئ والأفراح والمتنزهات والكافيهات، وعدم ارتداء الكمامة، والتراخى عن اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية ينذر بالخطر ويشكل بداية غير مبشرة لاستقبال الموجة الرابعة، خاصة بعد حدوث تحورات مقلقة وخطيرة لفيروس كورونا، أدت إلى سرعة تفشيه فى أرجاء العالم، وتنوعت تلك التحورات «المثيرة للقلق «سواء « دلتا- بى – ألفا – بيتا – جاما» إلى فيروسات أشد فتكا وخطورة لدى الملايين من الأشخاص وما لديها من قدرة على الانتشار السريع والوصول إلى الأعمار الصغيرة والأطفال.

الاستعداد للموجة الرابعة

وفى هذا السياق، أكدت د. هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان أن المواطن عليه دور مهم فى الحفاظ على صحته وصحة أفراد أسرته منوهة أن الالتزام بالإجراءات الاحترازية هو أول سبل الحماية، بالإضافة إلى التسجيل لأخذ اللقاح، وأن الدولة عليها دور فى توفير اللقاحات وفى متابعة تطبيق الإجراءات الاحترازية.

وأكدت وزيرة الصحة، أن مصر اجتازت الموجة الثالثة بنجاح وحدث تراجع فى أعداد الإصابات والوفيات بنسبة كبيرة جدا ، حيث تم اتخاذ التدابير الوقائية والاحترازية لتجنب انتشار الفيروس بشكل كبير، بالإضافة إلى الحصول على اللقاحات والبدء فى عمليات التطعيم للفرق الطبية والعاملين فى القطاعات السياحية وفئات الشعب المختلفة، وخلال الأيام المقبلة سيتم التوسع فى التطعيمات بشكل كبير، خاصة بعد تصنيع اللقاح المحلى «سينوفاك» وإجراء الاختبارات عليه، وسيتم توزيعه على المستشفيات والوحدات والمراكز على مستوى الجمهورية، لتطعيم المواطنين به، وأشارت إلى استقبال مصر 525 ألف جرعة من لقاح فيروس كورونا المستجد من إنتاج شركة «أسترازينيكا»، مقدمة من جمهورية رومانيا، وذلك ضمن اتفاقية ثلاثية بين وزارة الصحة والسكان والحكومة الرومانية وشركة «أسترازينيكا»، بالاضافة إلى تسلم 261 ألفا و600 جرعة من لقاح «جونسون أند جوسون»، عن طريق آلية مجموعة العمل الأفريقية للحصول على لقاحات كورونا «AVAT»، بالتعاون مع البنك الأفريقى للصادرات والواردات، ضمن خطة الوزارة للتنوع والتوسع فى توفير اللقاحات للمواطنين، مؤكدة استمرار استقبال شحنات أخرى من اللقاح تباعاً خلال الفترة القادمة. سوف يتم توزيعها على المراكز المخصصة لـتطعيم المسافرين للخارج بـلقاحات فيروس كورونا، والتى يبلغ عددها 126 مركزا على مستوى محافظات الجمهورية.

دق ناقوس الخطر

من جانبها، دقت منظمة الصحة العالمية ناقوس الخطر، وأعلن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، تيدروس غيبريسوس، أن البشرية الآن فى خطر حقيقى بسبب انتشار عدوى فيروس كورونا على الرغم من نجاح عمليات التطعيم فى العديد من الدول، فعلى الرغم أن العالم أحرز تقدما كبيرا فى تطوير اللقاحات فى وقت قياسي، إلا أنه فى خطر حقيقي، حيث جرى تدمير العديد من النجاحات السابقة. وناشد بضرورة الوقوف بجانب الدول الفقيرة للحصول على اللقاحات.

وأضافت المنظمة العالمية، أن «كوفيد – 19»، لا يزال يتحور وينتشر بوتيرة أسرع وعلى نحو قوى فى شتى أنحاء الإقليم، وأن «المتحور دلتا» المثير للقلق تم اكتشافه فى أكثر من 135 بلدا حول العالم ، منها 15 بلدا فى إقليمنا.

وأكد المتخصصون، أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالفيروس، ولكنه يقى من أعراض الخطورة والوفيات، لذا فإن ارتداء «الكمامة» وعدم التزاحم وغيرهما من إجراءات الحماية مهمة جدا للوقاية من الفيروس أو نقله للآخرين، حتى لأولئك الذين حصلوا على اللقاح.

ويؤكد د. مجدى بدران، استشارى الحساسية والمناعة أن العالم يشهد حاليا موجة رابعة لفيروس كورونا وسط تراخٍ عالمى وليس مصريا فقط، وكأن العالم قرر انتهاء الوباء مما ينذر بوضع كارثى ونشهد حاليا زيادة فى أعداد الإصابات والوفيات فى دول توسعت فى إعطاء اللقاح لمواطنيها. مؤكدًا أننا لا نعيش فى معزل عن العالم وإنما هناك خطر دائم من ظهور هذا المتحور فى أى وقت والوضع لا يزال خطيرا، خاصة فى حالة التراخى الشديد فى تطبيق الإجراءات الاحترازية بين المواطنين.

وأوضح «بدران»، أن مصر شهدت زيادة 34% خلال أيام الأسبوع الماضى وحتى الآن، معتبرًا أن ذلك يشكل جرس إنذار للمصريين كلهم بضرورة اتخاذ الإجراءات الاحترازية والوقائية لمنع الإصابة بفيروس كورونا، كما نجحت مصر بتقليل أعداد الوفيات نتيجة الإصابة بالفيروس بنسبة وصلت لـ2%، مشيرًا إلى أن هناك 16 دولة فى إقليم شرق المتوسط ضربتها الموجة الرابعة حاليا، ما يستلزم منا تشديد الإجراءات لأن منها دولًا ضربت بشدة وتعانى من إصابات كثيرة أرهقت أنظمتها الصحية، ولم تتمكن من مواجهة الفيروس ونحن لا نتمنى أن نصل إلى هذه المرحلة.

كورونا تغير 4500 مرة

من جانبه، أكد د. فؤاد عودة رئيس الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية، أن فيروس كورونا اختلف كثيرًا عن وقت خروجه من الصين، لافتًا إلى أن العالم يمر بالموجة الرابعة وأن الفيروس تغير 4500 مرة وأصبح الآن 27 سلالة منها 11 سلالة نتحدث عنها دائمًا.

وأشار «عودة»، إلى أن سلالة دلتا موجودة فى أكثر من 150 دولة، مؤكدًا أنها الأكثر انتشارًا هى والمتحور دلتا بلس، لافتًا إلى أن سلالة دلتا تنقسم داخل خلية جسم الإنسان بسرعة أكثر وأقوى من سلالة ألفا وتزيد قوتها فى الانتشار بنسبة 60% عن متغير ألفا والذى كان يزيد فى الانتشار عن الفيروس الذى خرج من الصين.

وأوضح «عودة»، أن الأطفال أصبحوا يصابون بفيروس كورونا، والعديد منهم توفوا بفيروس كورونا فى بعض الدول العربية مثل الجزائر.

وفى هذا السياق، أكدت وزارة الصحة والسكان، أنّ مصر ما زالت خالية من متحور دلتا بلس، ومن تحورات فيروس كورونا، موضحة أنّ مستشفيات العزل الصحى على مستوى محافظات الجمهورية، بيّنت خلو مصر من متحور دلتا بلس. وأنّ أعراض متحور دلتا بلس تشبه أعراض فيروس كورونا، من حيث ارتفاع درجات الحرارة، أو الحمى، أو الإسهال، أو تكسير فى العظام، أو آلام فى البطن، أو الصدر، وسيلان فى الأنف.