رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

الحكومة العُمانية تعمل على مدار الساعة لتنشيط قطاع السياحة

1194
  • مسندم” .. شخصية عُمان التجارية والصناعية قبل عام ١٩٧٠

  • دور حضاري نادر للمحافظة يفتح أمامها أبواب المستقبل

تزخر سلطنة عُمان بالعديد من المقومات التاريخية والطبيعية، تؤهلها لتُصبح مركزاً سياحياً واعداً في المنطقة .. ومنذ تولي السلطان هيثم بن طارق سلطان عُمان مسئولية الحكم في ١١ يناير ٢٠٢٠م، تواصل الحكومة العُمانية تنفيذ العديد من المشروعات لتنشيط قطاع السياحة في مختلف المناطق العُمانية، حيث يمثل هذا القطاع أحد أهم روافد الدخل في الرؤية المستقبلية “عُمان ٢٠٤٠، وهو قطاع ما زال حيوياً وقادراً على العطاء ولديه قدرة على الديمومة، لأن السياحة فكرة متطورة ومستمرة لا تنضب وقادرة على التجدد كل يوم وفق متطلبات السائح والزمن، خاصة في ضوء تمتع السلطنة بالكثير من المقومات السياحية التي يمكن الاستثمار فيها لتشكل مصدر الدخل الأول حتى قبل القطاع النفطي، وبالنظر أيضاً إلى الاستقرار السياسي والأمني الذي تتمتع به السلطنة يُمكن أن تكون عُمان حقيقةً مركزاً سياحياً في المنطقة في المستقبل القريب، رغم التحديات التي فرضتها جائحة كورونا.

شواهد التاريخ

ونسلط الضوء هنا، على محافظة مسندم العُمانية المليئة بالمقومات، ولا يمكن النظر إلى مسندم بوصفها منطقة جيو استراتيجية فقط أو أنها منطقة واعدة جداً في المجال الاقتصادي؛ نظراً لموقعها عند مدخل الخليج العربي .. هذه النظرة، رغم أهميتها في السياق الحديث، إلا أنها تغفل النظر عن مقومات أخرى، ذات أهمية أيضاً، وهي المقومات التاريخية والطبيعية.

فمحافظة مسندم مثلها مثل بقية بقاع عُمان أرض مليئة بشواهد التاريخ وآثاره والعلامات الحضارية التي تركها الإنسان العُماني على تلك البقعة الغالية من أرض الوطن، كما أن الله سبحانه وتعالى قد حبا هذه المحافظة بمقومات طبيعية وجمالية تجعلها متفردة عن غيرها من المحافظات، وتفتح أمامها أبوابا واسعة نحو المستقبل، وخاصة في الجانب السياحي.

وقد جاءت الندوة التي نظمها النادي الثقافي بالمحافظة الأسبوع الماضي لتكون إضافة جديدة إلى سلسلة الندوات التي اشتغلت على كشف المكنونات التاريخية للمحافظة وتوثيقها توثيقاً علمياً.

ندوة وطنية

ففي إطار الدراسات التاريخية العُمانية المتعلقة بالتجارة والصناعة عبر التاريخ وأهم المناطق التي كانت ضمن بواكير النهضة التجارية، أُقيمت الثلاثاء الماضي ندوة وطنية حول مسندم قبل عام ١٩٧٠م: أبعاد تاريخية حول التجارة والصناعة، والتي نظمتها، عبر الاتصال المرئي، وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار والنادي الثقافي ممثلاً في فرعه في محافظة مسندم؛ وذلك في إطار الأنشطة المصاحبة للمشروع البحثي الخاص بدراسة الشخصيات العُمانية المشتغلة بالتجارة والصناعة، وبمشاركة عدد من الباحثين والمختصين بالشأن التاريخي المتعلِّق بالتجارة والصناعة في المحافظةوقال الدكتور عبدالله بن علي السعدي رئيس الفريق البحثي بمحافظة مسندم: “إن الندوة تضمنت العديد من أوراق العمل المتخصصة، الأولى بعنوان: ملامح اقتصادية حول مسندم في الوثائق البرتغالية والإنجليزية، والورقة الثانية حول التجارة في ولاية مدحاء قبل عام ١٩٧٠م، أما الورقة الثالثة حول الحواضر في مسندم قديماً وأثر الحركة الاقتصادية في تنميتها، إلى جانب قراءات حول دور الصناعات الحرفية في بناء المجتمعات قديمًا بمحافظة مسندم“.

التمازج بين الحضارات

وتاريخ محافظة مسندم قديم جداً قدم الوجود الإنساني فيها، واستطاعت هذه المحافظة دون غيرها من المحافظات أحياناً أن تؤدي دوراً حضارياً نادراً من خلال التمازج الذي حدث بين الحضارة: العربية والإسلامية والفارسية والهندية وتلك القادمة من أعالي الخليج العربي في بلاد الرافدين أو القادمة من أقاصي البحاروقد أثرى هذا التمازج التجربة الحضارية والثقافية في المحافظة وكان واضحاً ذلك على الثراء اللغوي في المحافظة حيث استطاع الإنسان هناك إنتاج أكثر من لغة هي خليط متمازج بين لغات عديدة، ويتضح ذلك أيضاً على مستوى الفنون التقليدية التي تتميز بها المحافظة.

ويستطيع الزائر اليوم للمحافظة أن يشاهد بشكل واضح ما خلفه الآباء والأجداد من آثار هي شاهد على عظمة الإنسان هناك ومساهمته الكبيرة في الحضارة الإنسانية.

وهذا ليس غريباً على الإنسان هناك الذي تفاعل مع الحضارات القديمة جداً في المنطقة منذ أن كانت التجارة تعبر مضيق هرمز من أو باتجاه مدنيات العالم القديم منذ العصر السومري والبابلي والمقدوني وما تلا تلك المرحلة من عصور.

وكل هذا التراث هو أرضية مهمة اليوم عند الحديث عن محافظة مسندم التي تخطو خطوات كبيرة باتجاه المستقبل المشرق في ظل التوجهات الجديدة للمحافظة.