رابط الموقع الرسمي لرئاسة الجمهورية

رئيس جامعة دمنهور و”الشو الإعلامى”!!

1951

 

سواء اتفقنا أو اختلفنا مع ما فعله رئيس جامعة دمنهور د. عبيد صالح بقيامة بتصوير نفسه “فيديو” وهو يقوم بذبح عجلين داخل الحرم الجامعى وتقطيع لحومهما – بنفسه – وبيعها للمواطنين ونشره على مواقع التواصل الاجتماعى “الفيس بوك” وغيرها.. فإنه من حيث المبدأ يعد عملاً يستحق الثاء عليه لأنه يعد نوعًا من المساهمة فى توفير الأمن الغذائى للمواطنين فى المنطقة التى تقع بها الجامعة.. ونوع من محاربة الغلاء وجشع بعض الجزارين حيث طرح اللحوم بأسعار لم تتجاوز 80 جنيه للكيلو.
ولكن ما يؤخذ على رئيس الجامعة أنه استهدف “الشو الإعلامى” بزيادة عن اللزوم فى هذا العمل وكان الأفضل الاستعانة بجزار للقيام بمهمة الذبح وتقطيع اللحوم تحت إشرافه حفاظًا على هيبة ووقار منصب رئيس الجامعة..
وما يؤكد على أن معاليه “غاوى شو إعلامى” أنه سبق هذه الواقعة قيام الجامعة بإنتاج عسل نحل، فما كان منه أن وضع صورته على برطمانات العسل وأحضر أكثر من 150 برطمانًا للعسل ووضعها أمامه على المكتب وتصور معهم.. “أى والله” ونشرها على مواقع التواصل.. كما قام بتصوير نفسه “فيديو” وهو ممسك بدجاجتين ونشرها أيضًا على مواقع التواصل.. مما جعله محل “للتريقة” على هذه المواقع (!!)
عمومًا.. وبعيدًا عن هذا “الشو الإعلامى” فإن المفروض أن يكون هذا هو دور الجامعات فى الفترة القادمة وهو المشاركة فى توفير الأمن الغذائى للمواطنين.. بأن تتحول الجامعات إلى وحدات منتجة لخدمة المجتمع المحيط بها.
وهذا ليس بدعة.. وليس عيبًا وإنما هو من صميم عمل الجامعات بجانب العملية التعليمية والبحثية.. والدليل أنه بكل جامعة نائب رئيس جامعة لشئون المجتمع وكذلك بكل كلية وكيل لشئون خدمة المجتمع مهمتهم تقديم الأبحاث التى تحل المشاكل التى تواجه المجتمع المحيط بالجامعة.. والمساعدة فى إقامة المشروعات الإنتاجية.. وخاصة بأن بمعظم الجامعات كليات للزراعة والطب البيطرى ومزارع يمكن الاستفادة منها فى توفير الأمن الغذائى بتربية العجول والدواجن لتوفير اللحوم الحمراء والبيضاء ومنتجات الألبان والبيض.. والخضار والفاكهة وغيرها.. وفى نفس الوقت تعد بمثابة عائدًا ماديًا للجامعة يمكن استغلاله فى تطوير العملية البحثية..
وهو ما فعله رئيس جامعة دمنهور بأن استغل وجود كلية للزراعة وأخرى للطب البيطرى وكذلك مزرعة كبيرة بالجامعة صارت جهة إنتاجية لتوفير اللحوم الحمراء والبيضاء وعسل النحل وغيرها لتتحول إلى كيان استهلاكى.
وهذا هو المطلوب من الجامعات فى الأيام القادمة بأن يكون لها دور إنتاجى فى توفير الأمن الغذائى لخدمة المجتمع المحيط بها من لحوم ودواجن ومنتجات الألبان والبيض والخضراوات والفاكهة وعسل النحل وغيرها.. وهذا يتطلب تغيير فكر إدارة الجامعات لتكون وحدات منتجة بجانب العملية التعليمية والبحثية.